أدب وفن

لأنني أنثى !! الشاعر / أحمد حمود الأثوري

الإهداء : لنون النسوة في ربوع الوطن الذكوري 


صرخت الصرخة أولها في حضرة هذا السجّان

من حاصر صوتي أن يعلو .. ان يتجاوز اسمي سُمك الجُدران

أُنثى اسمي .. وأنا في قدري آمنت وكأني بنتُ السلطان

يجعلني دميته البيضاء  يعبث فيها وقت الهذيان

اسماني ملاك  وطاردني وكأني في الدنيا شيطان

 

كي يحرموني من نسائم فجري الأتي

 شُرفات بيتي أُغلقت

عتبات داري أوصدت

شجوا براسي قبرا بسيف

 

لأنني أنثى

حطوا على يدّي القيود

 وأوثقوا عُنقي بأغلال تطوف

لأنني أنثى

 كبوت ألف مرة قبل الوصول إلى الكلام

قبل التلعثم  بالحروف   

صُلبت على الصمت الكئيب حقوقي شتاءً وصيف ..

ماذا عساه الصمت فاعلاً !

 قد اقسم السجان يبقيني لأسري ويرديني الحُتوف

كينونتي ذابت ..

يقال إني عورةً .. منبوذةً مهما تغيرت الظروف

حزنوا جميعاً لمولدي ولم يُراعواُ إحساس قلبي قد يموت

قد اختفي حيناً  وتزول  مواجعي

 إذا انتهى عمري وعانقت الحتوف

لما يا أبي! .. حل الظلام بمقدمي والبدر أطفأه الخسوف

خجلآ توارت هيئتك ..

غضب بدا في  نظرتك ..

كل الأماني الخُضر في وهجي تموت

لما يا أبي .. لم اعتراضك على مشيئة الرب الرؤوف؟

وأدتني قبل ابتهالات الصلاة قبل التلعثم بالحروف

زر الذهاب إلى الأعلى